كيف السبيل إلى تدبر القرآن الكريم؟
كلنا يطمع في أن يصيب الهدف, ويجني الثمار اليانعة للتدبر...وسنعرض هنا بعض الوسائل التي تعيننا بإذن الله على تحقيق ذلك:
1- الإخلاص لله في طلب التدبر, فلا تقصدين بذلك رغبة في الشهرة أو التعالي والارتفاع على صويحباتك وأخواتك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال(من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة [ يعني ريحها]) سنن أبي داوود
2- استشعار أن الله سبحانه وتعالى يخاطبكِ أنتِ بهذه الآيات, وقد قال محمد بن كعب: " من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله "
3- الاستجابة الفورية لما يمر بك من أوامر ونواهي قال ابن مسعود في قوله تعالى { يتلونه حق تلاوته} قال:" والذي نفسي بيده إن حق التلاوة أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرؤه كما أنزله الله ".
4- الإقبال على القرآن بحب وتهيئ من حسن التطهر واختيار المكان المناسب فإن هذا مما يزيد من نشاط النفس والإقبال على الطاعة.
5- الاستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة من وساوس الشيطان عند الشروع في التلاوة قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان : "الشيطان يجلب على القارئ بخيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن ، وهو تدبره وتفهمه ، ومعرفة ما أراد به المتكلم به سبحانه ، فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن ، فلا يكمل انتفاع القارئ به ، فأُمر عند الشروع أن يستعيذ بالله تعالى منه " أ.هـ
6- العناية بترتيل القرآن امتثالاً لقول الله عز وجل{ ورتل القرآن ترتيلا} المزمل..
والترتيل يُقصد به القراءة المتأنية المتمهلة, فلا يكن الهم وشغلك الشاغل أن أنهي هذه السورة أو هذا الجزء, قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" اقرؤوا القرآن ، ولا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، حركوا به القلوب،ولا يكن هم أحدكم آخر السورة"
7- احضري قلبك عند تلاوته وسماعه, قال ابن قيم رحمه الله:"إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى:{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}ص
8- الجهر بالتلاوة وتحسين الصوت مما يزيد الخشوع في النفس ويعين على التدبر, فعن ابن أبي ليلى رحمه الله قال:"إذا قرأت فاسمع أذنيك فإن القلب عدل بين اللسان والأذن"
9- رددي الآية التي تؤثر فيك وتحرك معها قلبك.. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال:قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها وهي قوله تعالى{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}المائدة
10- استدعاء البكاء والخشية عند قراءته.
11- الاستعانة بعد الله بكتب التفاسير للعلماء الثقات, فلا يمكن أن تحققي التدبر إلا بعد أن تفهمي معاني ما تقرأينه من آيات وأسباب نزولها والأحداث المصاحبة لها.
12- تخصيص ورد يومي للتدبر, فتكون ختمتك هذه ختمة تدبر تلخصي فيها ما استفدتيه من فوائد وعبر, ولا بأس إن أخذتِ فيها السنة أو أكثر.
13- التدرج في التدبر والتأمل حتى لا يكثر على النفس فتمل ثم تترك هذا العمل وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعلموا عشر آيات فلم يجاوزوهنّ حتى يعرفوا معانيهنّ والعمل بهنّ.
14- التجاوب مع الآيات فإذا مررت بآية فيها استعاذة فتعوذي, وإن مررتِ بتسبيح لله فسبحي, وإذا مررتِ بدعاء واستغفار فادعي واستغفري وقد كان هذا هدي نبيك عليه الصلاة والسلام.
لقد كانت هذه جملة من الأسباب والمفاتيح التي تعين على تدبر كتاب ربنا عز وجل...